٢٠‏/٧‏/٢٠١١

أكراد العراق يستلهمون الانقسام من جنوب السودان



أربيل (العراق)- من نامو عبد الله: في اليوم الذي ولدت فيه أحدث دولة في الاتحاد الافريقي وهي جمهورية جنوب السودان استخدم الزعيم الكردي العراقي برهم صالح جهاز آي باد في الدخول على موقع تويتر للتعبير عن مشاعره للعالم قائلا "أراقب التاريخ وهو يتشكل بينما يعلن جنوب السودان استقلاله."وأضاف "خلاصة القصة أن المذابح الجماعية لا تحول دون حق تقرير المصير."

ومع ظهور دولة جديدة في افريقيا وقيام انتفاضات في أنحاء العالم العربي أصبح الاكراد في شمال العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي يتحدثون بصوت أعلى عن احتمال زيادة حجم الحكم الذاتي إذا أصبحت الحكومة المركزية في العراق كما يخشى الاكراد اكثر شمولية.

وفي أجزاء من تركيا وسوريا وإيران يرى الأكراد أيضا هناك احتمالات جديدة للحرية خارج نطاق الحكومات التي قمعت على مدار التاريخ الأقلية الكردية.

وقال صالح رئيس وزراء كردستان العراق إن جنوب السودان يقدم قدرا كبيرا من الإلهام.
وأضاف أن الأهم من ذلك هو المخاوف الشديدة التي يشعر بها اغلب الأكراد بشأن اتجاه سياسة بغداد بينما تتحرك نحو المركزية والشمولية.

وما زالت هناك قضايا معلقة بين الحكومة المركزية في بغداد والمنطقة الكردية التي تمثل ثلاث محافظات من بين 18 محافظة عراقية فيما يتعلق بالحدود وحقوق النفط. ويوجد في كردستان العراق 45 مليار برميل من احتياطي النفط الخام.

ويبلغ عدد الأكراد 30 مليون نسمة موزعين بين العراق وإيران وسوريا وتركيا وهم مجموعة عرقية تختلف ثقافتهم ولغتهم عن العرب والأتراك والفرس الذين يتقاسمون معهم الأرض.

وتعرض الأكراد وغالبيتهم مسلمون للقمع من جانب مسلمين آخرين يعتبرونهم انفصاليين.
وبعد حرب الخليج الأولى عام 1991 قدمت قوى غربية الملاذ الآمن لأكراد العراق مما أتاح لهم استخدام الموارد الطبيعية للبدء في بناء دولة حديثة.

وتعززت المشاعر القومية الكردية بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين مع انزلاق البلاد الى حرب طائفية بين العراقيين مما هدد بقاء كردستان كدولة منفردة.

وقال المؤلف مايكل جانتر الذي كتب عن ثورة الأكراد في العراق وتركيا "للمرة الأولى في تاريخهم الحديث أصبح الأكراد في العراق وتركيا على الاقل يصعدون بحذر."

وقال إن رغبة تركيا في الانضمام للاتحاد الاوروبي أجبرت الحكومة على تحسين حياة الاكراد في الجنوب الشرقي. وأصبحت الموسيقى الكردية مسموعة في مدن تركية مثل ديار بكر وهناك قنوات تلفزيونية تبث إرسالها باللغة الكردية على مدار اليوم.

وبعد نحو 27 عاما من الصراع بين تركيا والمتمردين الأكراد أصبح الاكراد والأتراك يفضلون فيما يبدو الحلول السلمية لإنهاء هذا العداء.

وأقر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بوجود مشكلة كردية والتي تم إنكارها طويلا ووصفها بأنها "مسألة امنية" ووعد بحلها. وفي انتخابات أجريت في يونيو حزيران الماضي حصل الأكراد على 36 مقعدا بالبرلمان أي نحو ضعف عدد المقاعد في الانتخابات السابقة.

ومن شوارع القامشلي في سوريا حيث يدعو الأكراد إلى الحرية إلى قلعة اربيل حيث تحلق الأعلام الكردية فوق اكثر المدن العراقية انتعاشا يرى الكثير من الاكراد مستقبلا واعدا للقومية الكردية.

وقال خالد علي وهو نشط سوري كردي في اربيل "ليس هناك ما يسمى نصف ثورة." وأضاف "لقد اتخذ السوريون قرارهم. أصبحت الإطاحة ببشار الأسد مسألة وقت" في إشارة للرئيس السوري الذي قمع احتجاجات مطالبة بالديمقراطية. وتلقي سوريا باللوم على جماعات مسلحة مرتبطة بإسلاميين في إذكاء العنف.

ويلجأ النشطاء السوريون المنفيون والمقيمون في كردستان العراق إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ويجمعون تبرعات لدعم المحتجين في وطنهم.

وقال محمود يعقوب (34 عاما) وهو يدير مجموعات على موقع فيسبوك في اربيل "إذا سقط النظام سيكون هذا أفضل بالنسبة للأكراد. ستكون لهم حرية العمل في مناطقهم."

ويقول ديفيد رومانو وهو استاذ لسياسة الشرق الأوسط بجامعة ميزوري إن نجاح الثورة السورية سيكون له أثر بالغ على دول اخرى مثل إيران.

وقال رومانو مؤلف كتاب (الحركة القومية الكردية) "ستكون إيران أكثر انعزالا في حالة سقوط سوريا."

ومن مخبأه في جبل قنديل يتبنى امير كريمي وهو زعيم للمتمردين مناهض لإيران رؤية أكثر تشددا.

وقال "إذا سقطت سوريا ستكون ايران الهدف التالي... سيكون أمام تركيا خياران.. إما محو الأكراد تماما... أو الاستسلام للواقع." (رويترز)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق